¤ نص الاستشارة:
تزوجت إحدى قريباتي قبل عدة سنوات وكانت نشيطة دعويا في محيط أرحامها -أعمامها وأخوالها- وبعد زواجها إنقطعت عن أنشطتها وضعفت صلتها بهم لإنشغالها حتى أنها أصبحت تسمع عبارات اللوم والعتاب من أهلها وأرحامها وهي تتساءل عن الحل لذلك فهي تشعر بتأنيب الضمير؟ شاكرة لكم حسن تعاملكم.
[] الــــــرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالدعوة إلى الله جل جلاله من أنفس الأعمال وأسناها وآجرها عند الله جل جلاله، ولا يقوم بها إلا من أحبه الله ورضي عنه، ودعا إلى الله تعالى على بصيرة من الفهم والتطبيق والرعاية والعناية بدين الله.
ودعوة المرأة لأهلها وأرحامها من أفضل الأعمال بعد قيام المرأة بالمسؤوليات الواجبة عليها من طاعة الزوج والقيام بشؤون بيتها وتربية أبنائها وما يستلزم ذلك من شغل الأوقات، فعلى المرأة الداعية أن توفق بين الدعوة إلى الله حسب الأولويات الواجبة عليها.
ولم يكن الزواج -أبدا- عائقا عن القيام بالفروض الواجبة على المرأة المسلمة خاصة من رزقت بزوج صالح يعينها على أمر دينها ودنياها، وكم رأينا من نساء صالحات إنطلقن في مجال الدعوة بعد الزواج أكثر من قبله، وذلك لوجود الدوافع والإمكانات المناسبة للدعوة لدى المرأة الداعية.
والدعوة لا تقتصر على المحاضرات والتجمعات، وإنما تستطيع المرأة الداعية أن توصل دعوتها في قوالب معاصرة مناسبة لكل زمان ومكان بحال الناس المدعوين فرسائل الجوال الهادفة، والمشاركة في المناسبات السعيدة والحزينة، ورسائل البريد الإلكتروني، والهدايا المناسبة، كل ذلك من وسائل الدعوة إلى الله، وفي نظري أن المرأة الداعية التي تمتلك الإحساس الدعوي وضرورة قيامها بهذا الواجب حبا وتعظيما لأمر الله وتأدية لدين الله لن تعجز أن تجد وسيلة مناسبة ووقتا مناسبا للقيام بهذا الواجب العظيم.
ولا بد للمرأة المسلمة من القيام بأمور مهمة منها:
= تقوية الشعور بأهمية القيام بالدعوة إلى الله تعالى في أوساط النساء.
= تعلم المهارات اللازمة للداعية.
= كيفية إقتناص الفرص الدعوية في اللقاءات العائلية والزيارات والأفراح وغير ذلك.
ولن تعجز عن ذلك العمل إذا كان الهدف واضحا أمام ناظريها والجزاء المترتب عليه جزيلا.
وفقك الله يا أختي على حرصك على أمر الدعوة، وبلغي الأخت السائلة أن عليها أن لا تستسلم أمام المتطلبات اليومية للحياة الزوجية، وتنسى أهدافها الجميلة، ولتغير من نظرة جلد الذات والتأنيب بالإعتراف باللوم والتقصير الدائم، ولتعلم أن قيامها بالحقوق الزوجية هو أوجب الواجبات عليها، لكن لا يمنع ولا يتنافر القيام بحقوق الزوج -بعد رضاه- بالإهتمام بالدعوة، ولتجعل من حياتها الزوجية شركة مؤسسة على حب الله وحب دينه ورسوله، وحينئذ تتحول من أسرة عادية إلى أسرة دعوية متميزة إذا لم يكن هناك أي ضرر مترتب على الزوجة السائلة وزوجها وأسرتها عند قيامها بالدعوة، ولتعلم يقينا أن هناك عوائق للإستمرار في دعوة أرحامها قد لا تكون بسبب زواجها بل بأسباب خارجة عنها، كمكان الدعوة وزمانه وموضوعاته، لذا فأني أنصحها بما يلي:
* تهيئة النفس بالعلم النافع والتزود منه، وتهيئة زوجها بالتودد والتلطف به للقيام بأمر الدعوة.
* تحاول أن تعيد طبيعة اللقاء الأسري ووقته ومكانه بحيث يتناسب مع ظروفها الزوجية.
* تجعل من الأخوات القريبات منها مشاركات لها في ترتيب مواعيد اللقاء الأسري وموضوعاته.
* تنيب عنها من يعاونها عند غيابها لظرف ما.
* تعمل على تأسيس جيل مساعد من الفتيات الصغيرات، فهن وقود الحياة ورواد المستقبل.
بارك الله لها في زواجها وأعانها على القيام بحقوقه على الوجه الذي يرضيه.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة الإسلام.